كتب : محمود سامى
قرقيزيا
فى قرقيزستان او قرقيزيا..قامت ثوره فى 2005 سميت بثوره ال"التوليب" نسبه لزهره التوليب..وكانت من اهم مطالبها او من الاسباب التى قامت من اجلها "الفقر ..والبطاله..والديكتاتورية" فأسقطت الثوره الديكتاتور عسكر أكاييف وجاءت الثوره بالرئيس باكييف إلى الحكم، من خلال انتخابات ديمقراطية شهد الجميع بنزاهتها..وبعد الثوره بخمس سنوات وجد الشعب ان مطالب الثوره لم يتم تحقيقها وكرامه المواطن القرقيزى اصبحت فى الحضيض كما كانت..فخرجوا فى الشوارع مره اخرى فى 6 ابريل 2010..فلم يكن من الرئيس باكييف الذى جاء الى الحكم بواسطه المتظاهرين والثوار الا انه اطلق الرصاص على المتظاهرين وتم قتل 83 مواطن وآلاف الجرحى !ا
مصر
يتشابه الموقف بين ثوره الشعب المصرى وثوره قرقيزيا الى حد ما..ولكن الذي سيحسم هل سيكون مصير ثوره اللوتس هو نفس مصير ثوره التوليب هو تحركاتنا الفتر القادمه ..هل سننبطح ونستقر فى الحضيض مره اخرى؟ او ستظل ثورتنا مستمره ..الشعب هو الذي يقرر فأرجوكم حرضوا الشعب ان لا يهداً حتى يُكمل ثورته
بعد 4 اشهر وليست 5 سنوات من الثوره..يتم اطلاق الرصاص على المتظاهرين مره اخرى امام السفاره ومازال المواطن يعالج من الرصاصه التى استقرت فى الرأس ! وبعد الثوره ب4 شهور فقط يتم القبض على شباب لأنهم يدعون المواطنين للنزول يوم 27..والشرطه تعمل على ذلك بفاعليه..وكأنها ترى النشطاء ولا ترى البلطجيه!ا
فبعد 4 اشهر من الثوره المصريه "ثوره اللوتس" يتم اعاده انتاج واستخدام شعارات مثل قله مندسه على مُطلقى الدعوه ليوم 27 مايو..وتُهان كرامه المصريين بصياح"كله على ركبه" ويتم نشر اكاذيب عن الاقتصاد لتُثير الرعب والفزع..و يتم فصل طلاب لأنهم عبروا عن رفضهم لعميد كليتهم الذى كان جزء من النظام البائد..ويتم صياغه القوانين كقانون الاحزاب..وقانون مباشره الحقوق السياسيه بدون اى حوار مجتمعى وبدون اى مناقشات حول قوانين تُسير الحياه السياسيه فى المستقبل
الضغط المستمر هو الضمانه الوحيده
انا على اقتناع تام ان بعد اى ثوره لابد من الضغط المستمر للحفاظ على المكتسبات وحتى يحصل الشعب على مكتسبات اكتر
لكن اللى بيحصل فى مصر ان مكتسبات الثوره لا ترقى لمستوى التضحيات التى دفعها هذا الشعب العظيم..بالعكس المكتسبات اللى اكتسبها الشعب بيخسر كل يوم منها مكتسب..فمكتسب حق التظاهر والتجمع..يأتى من بعده قانون تجريم الاحتجاجات..مكتسب الحريه فى الاعلام يتم خسارته..فبعد ان تفائلنا خيراً بتغيير بعض قيادات الاعلام يأتى اليوم الذى يُقطع فيه الارسال لان المتحدث انتقض سلوك او قرار معين من المجلس العسكرى..بعد ان تخصلنا من هؤلاء الحمقى الذين يتهمون كل من يختلف معهم ومن يطالب بالديمقراطيه بأنه خائن وعميل وصاحب اجنده واتهام الثوار بأنهم يقبضون الدولارات فى اشاره لخيانتهم ..هذه هى الاتهامات الذى وزعها اعضاء المجلس "شاهين وعتمان" ..ومن ضمن المكتسبات ..او ما ظننا انه مكتسبات للثوره هو المصارحه والشفافيه..فأذا بالمجلس العسكرى"بقصد او بدون" ينشر الاكاذيب حول الوضع الاقتصادى وهذه الاكاذيب الذى وقف ضدها كثير من الاقتصاديين سواء خارج السلطه او داخلها ..وفندوا تلك الاكاذيب بالارقام والاحصائيات..فكانت الاكاذيب عن الوضع الاقتصادى هدفها الاول هو منع الاحتجاجات ومنع المظاهرات ..وكنا نعتقد ان من المكتسبات هو ان لن يُثير احد اطياف الشعب ضد بعضهم..فأذا بأعلى رتبه فى المجلس يطالب المصريين للتصدى للأحتجاجات والمظاهرات؟ اى تصدى يقصد؟ وهل نعتبر هذا تحريض ضد المتظاهرين؟ وهل اذا حدثت مشاجرات او موقعه " جمل " اخرى..هل يكون من حرض المصريين ضد المتظاهرين هو المسئول الاساسى فيها؟
فالوقت الذى تدار بسرعه وحسم وحزم محاكمه من يتظاهر امام السفاره وفى الوقت نفسه هناك تباطؤ وبرود وتأجيلات فى محاكمه من قتل المتظاهرين ومن افسد الحياه السياسيه ومن اضاع عيون ابطال الثوره من المصابين؟
ومن بعد4شهور من ثوره كان من اهم من شعاراتها "كرامه انسانيه"والفارق الوحيد بين لحظة الثورة وكل السنوات الثلاثين السابقة لها هو استعاده المصرى لكرامته واعتزازه بمصريته..يهين ضابط متظاهرين مصريين ويهين كرامتهم ويشتمهم بأفظع الشتائم ويأمرهم ب "كلُّه على رُكَبه" ..فهذا تراجع لمكتسب من اهم مكتسبات للثوره
ومن بعد تلات شهور لم نتقدم خطوات فى اهم شعارات الثوره"عداله اجتماعيه" فحتى الآن لم يتم تنفيذ الحد الادنى للأجور..ففى جلسات عديده مع وزير الماليه سمير رضوان وضحنا له اقتراحتنا وحلولنا لوضع الحد الادنى للأجور ومن اهمها هو وضع الحد الاقصى لتمويل الحد الادنى فليس من المنطقى ان بعد ثوره كانت من شعاراتها " عداله اجتماعيه " يظل هناك فى وزارات وفى مؤسسات الدوله من يقبض مبلغ يقارب المليون جنيه..وفى نفس المؤسسه يقبض موظف 500 جنيه او 350 جنيه..ووضعنا حلول لها علاقه بأن يكون الحد الاقصى يكون 15 ضعف الحد الادنى..وكمصادر لتمويل الحد الادنى اقترحنا الصناديق الخاصه..وكانت الوعود للعمال قبل ان تكون لنا انه سيتم وضع الحد الادنى وتطبيقه فى اول مايو..ولكن لا حياه لمن تُنادى..ولا مايو لمن تنادى
ومن بعد ثلاث شهور من الثوره..مازال الانفلات الامنى"المتعمد" مستمر من جانب الشرطه..ولذلك لوجود قيادات فاسده فى جهاز الشرطه ..ومن المهين للثوره والثوره ان يظل المتهمون بقتل المتظاهرين فى مهام عملهم فى نفس وقت التحقيقات معهم..يعنى واحد زى فاروق لاشين..يتحاكم عليه الصبح..بعد الضهر ينزل الشغل او ينزل عند السفاره يأمر بضرب وسحل المتظاهرين..دا غير العناد الغير ضمنى بأن الشرطه لن تعود للشارع بفاعليه الا بنفس طريقتهم الماضيه..فوق رؤوس العباد يمتهنون كرامتهم..وكأن شعارهم نعود اسيادكم..او نترككم للبلطجيه كما صرح مدير امن القليوبيه..فلماذا حتى الآن هناك من يمارسون عملهم بالرغم من التحقيق معهم فى تهم قتل المتظاهرين؟ لماذا لم يتم عزل القيادات الفاسده بالشرطه؟
فشعاراتنا كانت يوم 25 يناير" تغيير..حريه..كرامه انسانيه..عداله اجتماعيه"
فلم يتم تغيير حقيقى..وتم الحد من الحريه وكأنها تُسلب..ومازالت كرامه المواطن تُهان..ولم يتم وضع اى خطوات لتطبيق العداله الاجتماعيه..لذلك ...انا نازل التحرير يوم 27
فهذه مصر..وليست قرقيزيا..ولن نسمح ان يتم الالتفاف على ثورتنا..فنحن مستعدون ان نفقد ارواحنا..قبل ان نفقد ما صنعناه وصنعه ابطالنا الشهداء والمصابين وكل من ضحوا من اجل مطالب وشعارات ثورتنا
الاستقرار والمستقرين
الثوره مستمره..وليذهب دعاه الاستقرار الى الجحيم..فنحن نعشق الاستقرار..ولكن ليس استقرارهم..فأستقرارهم هو استقرار الدود فى قاع صناديق القمامه..واستقرارنا هو ان نستكمل ما بدأه ابطالنا الشهداء والمصابين..عندها نستقر استقرار الصقور اعالى الجبال.. منتصرين .
